الجمعة - 29 مارس 2024

هل الذكاء فطري أم مكتسب

ص☻هل الذكاء فطري أم مكتسب ؟ ♥

مقدمة : يمتاز سلوك الإنسان بأنه يقوم على إدراك وتأويل ما يشاهده في ذهنه بفضل التجربة والتعميم ومعينة الماضي بفضل عملية التذكر، بينما يتصف سلوك الحيوان بأنه نوعي ثابت لا يتطور آلي رتيب ،والفعل الذكي هو سلوك جديد يعتمد على الخبرات السابقة ويتميز بفهم العلاقات بين ما هو معطى وما يمكن إبداعه ويمتاز بأنه : نظري ، تصوري ، قصدي ، إرادي ، جديد متحرر من الزمان والمكان ولم يختلف السيكولوجيون في موضوع كاختلافهم في تعريف الذكاء لأنه لسي وظيفة عقلية معينة إنما هو طريقة في العمل تتطلب تكامل عمل كل الوظائف العقلية معا (الإحساس والإدراك والتذكر والإنتباه والتصور ….) فإذا كان (سبنسر) عرف الذكاء بأنه قدرة عقلية على التنظيم والتركيب والتلازم ، فإن ( مكدوغال) يعرفه بأنه قدرة عقلية على القيام بعمليات التفكير العليا والتفكير المجرد خاصة ، ويعرفه (كوهلو) بأنه قدرة عقلية على إدراك الدراسات ، ويعرفه( كلنن) بأنه قدرة عقلية على التعلم وتحصيل المعلومات لم يقف تعريف الفلاسفة عند تعريف الذكاء بل تعداه إلى الاختلاف في أصل الذكاء فمنهم من يرى أنه فطري وراثي ومنهم من يرى أنه مكتسب من صنع البيئة والتربية والمجتمع ، فهل يا ترى الذكاء فطري غريزي بالوراثة من الآباء إلى الأبناء أم أن الفرد يولد بدون أي ذكاء ثم يتحصل عليه ويكتسبه من المجتمع ؟

♣ ق1/ القائلين بأن الذكاء فطري يعود إلى عوامل وراثية ، يلح أرسطو على الفروق الطبيعية بين الأفراد ويقول : (يولد الذكي ذكيا والغبي غبيا) ويركز الفيزيولوجيون على ربط علامات الذكاء ببعض الصفات الجسدية الوراثية الداخلية (كمرونة الجملة العصبية أو شكل أو حجم الدماغ ..) والخارجية (كعرض الجبين واتساع العينين ..) ويرجع مورغان اختلاف القدرات العقلية الصبغيات، ويعتبر إن نسبة الذكاء تتوقف على عدد الجينات، ويعرف العبقرية بانها تشكيلة نادرة من الصبيغيات ويرى زازو إن الطفل الذي يولدمن أباء أذكياء وينتمي إلى أفراد متوقفين فانه ينشأ مزودا بنسبة عالية من الذكاء وفي مجال الإبداع أن أهمية توفر مجموعة من الشروط النفسية والفطرية للإبداع ، فالإبداع وقف على هؤلاء المبدعين الذين يتصفون بصفات فطرية مميزة ، وقدم هؤلاء من الأدلة تؤكد فطرية الذكاء ودور عامل الوراث في تكوين ومن هذه الحجج التفاوت الموجود في الذكاء بين أبناء البيئة الواحدة بين( الاخوة في الاسرة تجد فيهم الذكي ووالاقل ذكاء) بينما نجد ان هنلك تقارب بين ذكاء التوم الحقيق وان أبناء الأغنياء رغم توفر كل الامكانيات والشروطاالبيئة الجيدة لايكونو اجميعا اذكياء ، ولقد اثبت الإحصائيات أن معظم العباقرة في بيئات فقيرة أو معدومة كذلك ملاحظة بور” في تجاربه على مدرستين احداهما تظم ابناء المثقفين والاذكياء والاخرى ابناء العدين فلاحظ فان نسبة النجاح في الأولى أكثر من الثانية فأكد على ارتباط إذكاء الأطفال بذكاء آباءهم كما اهتمتهم التريبة الحديثة بالفروق الفردية الفطرية بين التلاميذ وصنفتهم ووزعتهم على الأقسام حسب ذكائهم وفي ملاحظة رجل تزوج من امرأتين أحداهما ذكية والا تخرى غبية فوجد إن أبناء الأولى أذكياء بعكس أخوتهم من الأم الثانية، ولقد لقن النبي صلى اله عليه وسلم نظرا لامية العامل الوراثي بقوله ” تخيروا لنطفكم فان العرق دساس ” و” خولو لأولادكم : ♦مناقشة : لقد تبنت نظرية العرقية هذا الموقف وبررت به مقولة التفوق العرق وان الذكاء وقف على شعب دون آخر ولكن هذا هل يعني أن الوراثة وحدها هي التي تهب الذكاء ألا يمكن إن يكون البيئة الجيدة التي يوفرها الآباء المثقفون التي صنعت ذكاء أبناءهم ألا يمكن أن تكون البيئة العادية هي التي صنعت هؤلاء العباقرة؟أ و لم يقال الحاجة أم الاختراع

♣ق2: ركز علماء التربية على الوسط الاجتماعي والثقافي ، ودور التربية في تكوين الأطفال بإلغاء النظر إلى أي من الموروثات الفطرية يقول الغزالي : ” الطفل كالعجينة يستطيع المربي إن يشكله المربي كما يشاء” ويقول هربرت” الأطفال صفحات بيضاء يكتب عليها المربي ما يشاء” ويعتبر ألفا الشخصية عموما لا بما فيها الذكاء طبعا : هي محصلة الحياة الاجتماعية ويرد القدرات العقلية إلى الآخرين فعندما أتذكر فان الغير هم الذين يدفعون إلى التذكر “وألغى سندرسل مل المؤثرات الوراثية وقال: ” أعطيني لحما وعصبا ودما – أي جينات- أعطيك ما تريد” ويستمد هؤلاء موقفهم من الأدلة التالية في مجال الإبداع يؤكد على أهمية العوامل الاجتماعية ففي البلدان المتقدمة علميا والتي توفر كل إمكانيات الإبداع لوحظ ارتفاع نسبة الذكاء عند الأطفال” أن الإدراك الذهني المتوفر عند الطفل يكون بفضل اللغة واللغة مكتسبة ولحظت العلاقة الكبيرة بين مستوى الذكاء والرصيد اللغوي و أي اضطراب في النطق يؤدي الاتارخ في النمو العقلي وفي تجارب على التوأم الحقيقة وجد انذكائهم يختلف باختلاف بيئتهم♦

مناقشة: لكن هل البيئة هي صانعة الذكاء وهل كل الأطفال كالعجينة وكلهم صفحات بيضاء ؟ وإذا كان الذكاء يعود إلى الشروط البيئية فلماذا لا يشتري الأغنياء الذكاء إلى أبناءهم ؟ ♦تركيب: يقول فالون: إن الجماعة ليست حرة في إن تصنع من الفرد ما تشاء لان استجابة الفرد للمطيح تختلف باختلاف خصائصه الوراثية” إذن لا نستطيع أن نوقف الذكاء على عامل دون آخر يقول زازو إن المحيط يعمل على ازدهار الذكاء وكن في الحدود التي تتحملها خصائصه الوراثية ” ويحل سيبرهان أن هذا الأشكال بالتميز بين نوعين من الذكاء : ذكاء عام فطري وثابت ولا يتأثر بالتعليم ويكتمنل في سن 18 عاما ، وذكاء خاص يتمثل في الملكات العقلية الخاصة – وان كمانلها أساس فطري – إلا أنها قابلة للاكتساب والنمو بواسطة ألتدربي وحسب الشروط المتوفرة ♣

خاتمة : هذا نستطيع تعريف الذكاء بأنه حدة الفهم الفطرية التي تهيأ الإنسان لاكتساب اكبر عدد من المعارف لاستخدامها في حل المشاكل الجديدة و بها يكون الذكاء محصلة إلى قوى النفس(الفطرية) ومحصلة إلى كل معرفنا ( المكتسبة)، وهو يتخطى كل ذلك ويجعل منها مواد أولية يستخدمها في إبداع أشياء جديدة إذن فالذكاء في أصله فطري وراثي يبقى كامنا ما لم يتدخل المحيط في إبرازه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *